كنيسة الشهيد العظيم مار مينا العجائبي بالفرافرة  كنيسة الشهيد العظيم مار مينا العجائبي بالفرافرة
random

آخر الأخبار

random
random
جاري التحميل ...

مبادرات المسيح الحُبية

المبادرة الثانية  مصالحة الأعداء


 يقول معلمنا بولس الرسول : " أي أن الله كان في المسيح مصالحاً العالم لنفسه غير حاسب لهم خطاياهم وواضعاً فينا كلمة المصالحة .. " (كورنثوس الثانية 5 : 19)
من هم هؤلاء الأعداء الذين صالحهم الله .. ؟ يقول الكتاب : " وأنتم الذين كنتم قبلاً أجنبيين وأعداء في الفكر في الأعمال الشريرة قد صالحكم الآن ، في جسم بشريته بالموت .. " (كولوسى 1 : 21 ، 22) ، لقد كانـت الخطية عداءً حقيقياً لله المحب ، فبسبب الخطية صار الإنسان عدواً لله ... لكن المسيح ، كما يقول القديس أغريغوريوس فى قداسه الإلهى : [ صرت لنا وسيطاً لدى الآب ، والحاجز المتوسط نقضته ، والعداوة القديمة هدمتها ... وصالحت الأرضيين مع السمائيين وجعلت الإثنين واحداً .. ]
 يا لروعة عمل نعمة المسيح فى مصالحته لنا نحن الأعداء بسبب الخطية .. الأمر الذى تمناه أيوب فى عهد ما قبل مجئ المسيح لفدائنا ، إذ قـال : " ليس من مصالح يضع يديه على كلينا .. " (أيوب 9 : 33) ، وظلت هذه هى مشكلة البشرية إلى ان جاء المسيح وصالحنا مع الأب وأزال العداوة بدم نفسه .. لذا فأول شئ نبدأ به القداس الإلهى هو صلاة الصلح ..
 بل أروع من ذلك أننا نحن الأعداء لم نحاول ولا يمكن أن نحاول أن نعيد العلاقة والصلح مع الله ، بل هو بذاته جاء مبادراً ليصالحنا مع الآب ...
 ** قصة :
   إرتكب أحد الأبناء الأشرار جرماً شديداً فى حق أبيه ، مما إضطر الأب أن يطرده من البيت بلا عودة .. وبعد فترة من الزمان ، مرضت الأم مرض الموت ، وبينما هى فى الساعات الأخيرة توسلت إلى الأب أن يغفر لإبنه فعلته الشنعاء ، ويسمح لها أن تراه مرة أخيرة قبل أن تموت .. وفعلاً أمام توسلات الأم سمح الأب لإبنه أن يعود ، ووقف الأب على يمين الأم الملقاة على فراشها ، ووقف الإبن على يسارها ، فأخذت الأم يد الأب ووضعـتها فى يد الإبن ، وضمتهم إلى صدرها ، وأسلمت الروح ...
        أليس هذا هو ما عمله المسيح على الصليب ، إذ أخذ بيد الآب من السماء وصالحه معنا نحن الخطاة ، وقال قد أُكمل ، ونكس الرأس وأسلم الروح ...
أخى الحبيب ، هل تاتى معى اليوم لنقبل مبادرة الصلح هذه ، وننهى أيام العداوة مع الله بسبب الخطية ، والرب اليوم مستعد لأن يقبل ويصالح من يأتى إليه ..
    لذا يقول قداسة البابا المعظم الأنبا شنوده الثالث :

[ مصالحة الله مع البشر هى سبب التجسد الإلهى ، وهى هدف الفداء أيضاً ، ولقد كان دم السيد المسيح هو ثمن هذا الصلح .. فانظر ما أغلى ثمن مصالحـتك ، وما أغلـى نفسك عند الله ... ]

عن الكاتب

Fr bishoy malak

التعليقات

مساحة اعلانية
مساحة اعلانية

جميع الحقوق محفوظة

كنيسة الشهيد العظيم مار مينا العجائبي بالفرافرة