المبادرة
الأولى
يقول الكتاب : " لأنه
هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحـيد لكي لا يهلك كل من يؤمـن
به بل تكون له الحياة الأبديـة .."
(يوحنا 3 : 16)
، أحب فأخذ مبادرة أن يبذل إبنه الوحيد والحبيب على عود الصليب حتى لا يهلك كل من
يؤمن به ... هذا هو الفداء .. مات المسيح فداءً عنا ليأخذ حكم الموت حتى يطلقنا فى
حرية وسعادة .. هذا هو الحب العجيب الذى قال عنه معلمنا بولس الرسول : " ولكن
الله بَيَّن محبته لنا لأنه ونحن بعد خطاة مات المسيح لأجلنا .. "
(رومية 5 : 8)
..
والفداء هو أن يأخذ
شخص برئ مكان شخص محكوم عليه بالموت ، فيموت بدلاً منه ، ويُنقَذ الأول ، فيتم
الفداء ...
وهو نفس الذى تسبح
به الكنيسة متهللة فى التسبحة المقدسة وتقول :
[ أخذ الذى
لنا وأعطانا الذى له .. فلنباركه ونرفع إسمه .. ]
** قصة :
شب حريق عظيم فى
مبنى شاهق ، وإمتدت النيران إلى السلالم وحاصرت أسرة مكونة من أب وثلاثة أولاد ..
وحاولت الأسرة الهروب من النيران دون جدوى ، ولم يجد الأب مفراً من أن يمدد جسده من
هذا المبنى إلى المبنى المجاور ككوبرى ليعبر عليه الأولاد .. وبعدما عبروا واحداً
تلو الآخر .. خارت قوى الأب فسقط صريعاً .. مات الأب ليحيا الأبناء ...
هذا هو الفداء
الذى تعلمنا إياه كنيستنا القبطية فى القسمة المقدسة ، إذ يقول الأب الكاهن :
[ صعد إلى الصليب
عرياناً ليكسونا بثوب بره ن وفُتِحَ جنبه بالحربة لكى ندخل إليه ونسكن فى عرش نعمته
، ولكى يسيل الدم من جسده لنغتسل من خطايانا ، وأخيراً مات ودُفِنَ فى القبر
ليقيمنا من موت الخطية ، ويُحيينا حياة أبدية .. ]
هذه هى المبادرة العظمى
التى قدمها رب المجد على عود الصليب .. صليب الفداء .. الفداء بالدماء .. ليهب حياة
للأموات بالذنوب والخطايا ، ليعودوا من جديد إلى العشرة والشـركة مع الله ، بعد أن
فقدوا هذه الحياة بالخطية والإنفصال عنه ...